لم تعرف المناهج البشرية رحمة بالصغير مثل رحمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به.. ولا يخفى على إنسان حال الصغير وحاجته إلى الرحمة والشفقة، وقد ضرب لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أروع الأمثلة في ذلك ـ قولا وعملا ـ.. عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: (ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان إبراهيم مسترضعا له في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخن، وكان ظئره (زوج مرضعته)... قينا (حدادا) فيأخذه فيقبله ثم يرجع..)... (رواه أحمد) . وعن أبى قتادة الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال: (رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤم الناس وأمامة بنت أبى العاص ـ وهى ابنة زينب بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها)... (رواه مسلم).
وروى البخاري في الأدب المفرد عن يعلى بن مُرَّة أنه قال: (خرجنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودُعينا إلى طعام، فإذا حسين يلعب في الطريق، فأسرع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمام القوم ثم بسط يديه فجعل الغلام يفر ها هنا وهاهنا ويضاحكه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ثم اعتنقه، ثم قال: النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: حسين منى وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا..)..
ولم تكن رحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالصغير قاصرة على أهل بيته، بل على الجميع، فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أرسله ربه رحمة للعالمين، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}... (الأنبياء : 107). وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (عثر [وقع] أسامة بعتبة الباب فشج في وجهه، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أميطي [أزيلي] عنه الأذى، فتقذَّرته [كرهت]...، فجعل يمص عنه الدم ويمجه عن وجهه، ثم قال: لو كان أسامة جارية لحليته وكسوته حتى أنفِّقه [أزوجه])... (رواه ابن ماجه) ..
السؤال يقول: اذكري 5 من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الحميده
صدوق-امين-طيب-لا ينهر المتسول-كريم-تقي-رحيم
ردحذف